يرى نقاد ومتابعون أن قرعة كأس العالم 2010 التي سحبت أمس في جنوب أفريقيا، جنبت المنتخب الجزائري ممثل العرب الوحيد في المونديال من مواجهة صعوبات تذكر في الدور الأول من الكأس العالمية، حيث وقع المنتخب الجزائري في المجموعة الثالثة إلى جوار منتخبات انكلترا ، أميركا و سلوفينيا، وخدمت القرعة المنتخب الجزائري من حيث إنه سيلعب مباراته الأولى أمام سلوفينيا في 13 حزيران (يونيو) المقبل في بولوكواني، أما المباراة الثانية فستكون في 18 من الشهر ذاته أمام إنجلترا في كايب تاون، فيما تخوض المباراة الثالثة أمام أميركا في 23 منه في بريتوريا.
إيلاف من الجزائر ، وكالات : في غضون ذلك ، ساد تفاؤل حذر بين مدربين جزائريين بعد قرعة كأس العالم لكرة القدم 2010 التي وضعت منتخبهم في المجموعة الثالثة إذ قال شريف الوزاني لاعب منتخب الجزائر السابق والذي ساهم في فوز الفريق بكأس الامم الافريقية عام 1990 لرويترز ان المجموعة التي وقع فيها الفريق جيدة ومتوازنة باستثناء انكلترا المرشحة الابرز لتصدر المجموعة.وأكد الوزاني ان الجزائر يمكنها التنافس على المركز الثاني في المجموعة مع الولايات المتحدة وسلوفينيا والصعود لدور الستة عشر لتقارب مستوى المنتخبات الثلاثة.
وقال عبد الحكيم سرار اللاعب السابق في منتخب الجزائر والرئيس الحالي لنادي وفاق سطيف لرويترز "أعتقد ان المنتخب الجزائري وقع في مجموعة متوسطة وفي حالة تدعيمه ببعض اللاعبين الاضافيين يستطيع التأهل الى الدور الثاني."واضاف "طريقة اللعب تختلف بين الجزائر ومنتخبي اميركا وانكلترا وبالنظر إلى المستوى الذي ظهر عليه الفريق خلال التصفيات الافريقية اعتقد ان اللاعبين سيقولون كلمتهم في هذه المجموعة."
وأكد فؤاد بوعلي مدرب وداد تلمسان ان فرص الجزائر في الصعود للدور الثاني تبدو جيدة وان الفريق يستطيع تجاوز عقبتي الولايات المتحدة وسلوفينيا في ظل المجموعة التي يملكها حاليا من اللاعبين تحت قيادة المدرب رابح سعدان.
بدوره، قال رابح سعدان مدرب منتخب الجزائر لكرة القدم ان فريقه قادر على التأهل الى الدور الثاني في نهائيات كأس العالم التي تستضيفها جنوب افريقيا العام المقبل.وقال سعدان في تصريحات تلفزيونية بعد مراسم القرعة "قرعة كأس العالم كانت منصفة الى حد ما. المنتخب الجزائري قادر على المرور الى الدور الثاني في كأس العالم بجنوب افريقيا."
وبدا على سعدان الارتياح لنتيجة القرعة وقال ان الحسم على أرضية الملعب يختلف عن الامور النظرية. وأضاف سعدان الذي سبق ان اشرف على تدريب المنتخب في اخر مشاركة له عام 1986 في مكسيكو في تصريح للجزيرة الرياضية "نتمنى ان يكون المنتخب الجزائري في مستوى كبير في النهائيات حتى نتمكن من منافسة المنتخبات القوية التي تضمها مجموعتنا".
وتابع "ليست هناك منتخبات سهلة، فانكلترا منتخب محترم يقوده مدرب قدير هو الايطالي فابيو كابيلو، وسلوفينيا على الرغم من انها ليست معروفة كثيرا لكنها حققت مفاجأة كبيرة بالتأهل الى النهائيات، فيما تملك الولايات المتحدة خبرة كبيرة في النهائيات ولها ثقة كبيرة بعدما بلغت المباراة النهائية لكأس القارات وخسرت بصعوبة امام البرازيل".واردف قائلا "تبقى المجموعة صعبة ويجب الاستعداد جيدا لضمان التمثيل المشرف لكرة القدم الجزائرية خاصة والعربية عامة".
واوضح سعدان ان القرعة خدمت الجزائر عندما جنبتها مواجهة انكلترا في المباراة الاولى، وقال "صحيح ان عدم مواجهة الانكليز في المباراة الاولى يصب في مصلحتنا، لكن لا يجب علينا الاستهانة بسلوفينيا، صحيح انها مباراتنا الاولى لكن المباريات الافتتاحية دائما تكون صعبة وتحفل بالمفاجآت".
وتابع "لا يجب ان ننسى بان سلوفينيا ستكون في قمة إعدادها وتركيزها في المباراة الاولى امامنا وهو امر يجب ان نضعه في الحسبان".وختم قائلا "سنجتمع مساء اليوم مع مسؤولي الوفد الجزائري لبحث برنامج الاستعدادات للنهائيات، درسنا العديد من الخطط لكن وبعدما تعرفنا إلى خصومنا في النهائيات، سنحدد الطريقة المثلى للاستعداد للمونديال".
اما نور الدين القريشي احد نجوم المنتخب الجزائري في اسبانيا 1982 عندما حقق الفريق العربي فوزا مدويا على المانيا الغربية 2-1 فقال "يبدو المنتخب الانكليزي هو المرشح الاقوى في المجموعة، لكن كل شيء جائز".واضاف "اعتقد ان حظوظنا قائمة وربما نستطيع ان نفوز على سلوفينيا او حتى على الولايات المتحدة".
واوضح "نملك منتخبا شابا متعطشا للفوز، لقد تطور مستوى المنتخب الجزائري كثيرا في الاونة الاخيرة وقد برهن على ذلك في المباراة ضد المنتخب المصري القوي، لدينا امل كبير بهذا المنتخب الذي يتمتع بالكثير من المزايا الجماعية والفردية ولديه القدرات لبلوغ الدور الثاني".
الجدير ذكره أن منتخب الجزائر تأهل للمونديال بعد غياب دام لأكثر من عقدين من الزمان حيث يعود حاملا بمفرده آمال وطموحات كرة القدم العربية في نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا بعدما أصبح ممثلها الوحيد في النهائيات.وعلى الرغم من السمعة الكروية الجيدة التي حققها المنتخب الجزائري في الثمانينات من القرن الماضي بعد المستوى الذي ظهر عليه في نهائيات كأس العالم 1982 في أسبانيا وعودته للمشاركة بالنهائيات في البطولة التالية مباشرة عام 1986 تبدو الإحصائيات مخيبة لآمال كرة القدم الجزائرية حيث اقتصرت مشاركاته السابقة في كأس العالم على هاتين البطولتين كما اقتصرت إنجازاته على الفوز بلقب كأس الأمم الأفريقية التي استضافتها بلاده عام 1990 .
وبعد تألق الكرة الجزائرية وفرض نفسها على الساحة الأفريقية بقوة في الثمانينات في ظل وجود جيل رائع يضم العديد من النجوم مثل رابح ماجر والأخضر بللومي فشلت الكرة الجزائرية بعد ذلك على مدار ما يقرب من عقدين من الزمان في ترك بصمة حقيقية على الساحة رغم عشق الجزائريين لكرة القدم وارتفاع نسبة الشبان بين سكان هذا البلد الذي يقترب تعداده من 40 مليون نسمة.
وما زالت ذكريات بطولة العالم 1982 في أسبانيا تطغى على أي حديث عن كرة القدم الجزائرية بعدما فجر الفريق في هذه البطولة مفاجأة من العيار الثقيل بالفوز 2/1 على منتخب ألمانيا الغربية وهي المباراة التي منحت رابح وبللومي شهرة عالمية.
ولكن المنتخب الجزائري لم يستطع مواصلة النجاح في مجموعته بالدور الأول للبطولة حيث سقط في المباراة الثانية أمام نظيره النمساوي صفر/2 ولم يستفد من الفوز الذي حققه على منتخب تشيلي 3/2 بسبب نتيجة المباراة الأخرى في المجموعة بين منتخبي ألمانيا الغربية والنمسا والتي صعدت بالفريقين معا للدور الثاني فيما اعتبره كثيرون من بين أشهر المؤامرات في تاريخ بطولات كأس العالم وكرة القدم بشكل عام.
وبعدها بأربع سنوات عاد المنتخب الجزائري للظهور في نهائيات كأس العالم 1986 في المكسيك ولكن القرعة لم تخدم الفريق حيث أوقعته في مجموعة واحدة مع نظيريه البرازيلي والأسباني ليخسر المباراتين صفر/1 وصفر/3 على الترتيب بينما تعادل 1/1 في مباراته مع أيرلندا الشمالية.
وبعدها حالف الفريق الحظ للمرة الوحيدة في تاريخه عندما استضافت بلاده نهائيات كأس الأمم الأفريقية عام 1990 ليتوج الفريق بلقبها بعد الفوز على نظيره النيجيري 1/صفر في النهائي.
ولكن هذه البطولة كانت بمثابة نهاية عصر التألق للمنتخب الجزائري واعتزال جيل من لاعبيه البارزين الذين قادوا الفريق لترك بصمته على ساحة كرة القدم لسنوات طويلة تتجاوز عقدا من الزمان.
وعانت الكرة الجزائرية بشكل عام والمنتخب الجزائري بشكل خاص من تراجع المستوى على مدار العقدين الماضيين بل وفشل الفريق في الوصول لنهائيات كأس الأمم الأفريقية أكثر من مرة ومنها كأس الأمم الأفريقية 2006 في مصر و2008 في غانا.
ولكن الفريق عاد أخيرا للانتصارات وحقق إنجازين حقيقيين في الفترة الماضية بتأهله لنهائيات كأس الأمم الأفريقية 2010 في أنغولا وكأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا بعدما تصدر مجموعته في التصفيات المزدوجة المؤهلة للبطولتين.
الأحد ديسمبر 06, 2009 9:09 pm
