الاسم: حازم محمد يحيى إمام
تاريخ الميلاد: 10/5/1975
محل الميلاد: القاهرة
الطول: 177 سم
الوزن: 83 كيلو جرام
الأندية التي لعب لها: (الزمالك المصري ، أودينيزي الإيطالي، دي جرافيتشاب الهولندي)
الثعلب البرئ
مشوار حازم إمام الكروي ككل ليس بالطويل كزملائه من نفس جيله، ومع ذلك أثر حازم إمام في تاريخ الزمالك والكرة المصرية بمهاراته الفردية العالية التي لا يختلف أثنين على أنه من أفضل اللاعبين الفنانين داخل المستطيل الأخضر، من حيث التمريرات الأرضية القاتلة لأي دفاع، مما أجبرنا على تسميته بالثعلب البرئ، فهو ثعلب خبيث ماكر داخل الملعب، لكنه خارج الملعب شخصية برئية لا يعرفه أحد إلا وقال عنه كلمة طيبة من أخلاقه العالية، وأسلوبه الأنيق في الحديث مع الغير، ولباقته تلك في الحديث جعلته إعلامياً لامعاً في فترة زمنية وجيزة، فهناك العديد من الإعلاميين درسوا الإعلام بإحترافية وفعلوا كل شيء لكنهم لم يصلوا لنصف ما وصل إليه حازم إمام الذي أنضم مؤخراً لطاقم محللي شبكة (الشو تايم) الناقل الحصري للدوري الإنجليزي..
لاعب كبير.. بتاريخ قصير!!
حازم إمام إذا أردنا كتابة تاريخه كلاعب كرة القدم أو بالأحرى كصانع ألعاب موهوب لم ولن نعطيه حقه الكامل فهو يستحق الكثير والكثير إذا أردنا فقط التحدث عن مهاراته كلاعب كرة القدم فهي تفوق عشرات اللاعبين، لكن كل تلك المهارات لم يبرزها حازم بالشكل المطلوب على الساحة الكروية العالمية خاصةً أثناء فترة احترافه، لعدة أسباب أهمها على الإطلاق: (1-بنيته الضعيفة التي أدت لكثرة إصاباته) ، (2-وعدم إهتمامه بلياقته البدنية خاصةً بعدما تزوج)، (3-مع عدم تطويره من نفسه)...
مما أنهى حياته الكروية سريعاً فقد جلس طويلاً في سنواته الأخيرة على دكة إحتياطي نادي الزمالك ليعتزل وفي جعبته القليل من البطولات والإنجازات على لاعباً يمتلك من المهارات كما أسلفنا (مهارات عشرات اللاعبين)، انها حقاً معضلة بل وكارثـة، لاعب مهاري كبير بحجمه تكون مسيرته فقط أربعة مواسم خارج مصر في الاحتراف وأهداف معدودة على أصابع اليد الواحدة على الصعيدين المحلي والعالمي والدولي، لكن لا يسعنا سوىّ ان نقول: "قدر الله وما شاء فعل" !!
ثلاثة مواسم مصرية أهلته للظهور في الملاعب الإيطالية ..!
الوصول للدوري الإيطالي الممتاز (السيريا A) لم يحتاج من حازم إمام لعب كرة القدم في مصر سوىّ لمدة ثلاثة مواسم فقط مع الفريق الأول لنادي الزمالك الذي نشأ وترعرع فيه على خطى والده المعلق الكبير "حمادة إمام" الذي وَرث لإبنه المهارات الفردية العالية والعشق الأبدي للقلعة البيضاء، وفي نفس ذات الوقت وَرث له اللقب الذي لازمه أثناء تألقه مع الزمالك في سبعينات وثمانينات القرن الماضي وهو (الثعلب)، والغريب ان الكثير من المحللين والمعلقين الكرويين المصريين ممن عاصروا حقبة السبعينات التي برز فيها بشدة حمادة إمام أكدوا ان مهارات إمام (الأبن) أعلى بكثير من مهارات (الأب) !!
ظهر حازم إمام لأول مرة مع ناديه ونادي والده (الزمالك) موسم 1993/1994 وكان هذا الموسم جافاً جداً على الزمالك بعد التتويج بلقب كأس دوري أبطال إفريقيا في العام الذي سبقه وظهر حازم لأول مرة بالرداء الأبيض (أبو خطين حمر) يوم 12 نوفمبر عام 1993، وفي الموسم التالي 1994/1995 انضم حازم لصفوف المنتخب المصري الأوليمبي ومن ثم شارك في بطولة الألعاب الأفريقية في (زيمبابوي) عام 1995 وأستطاع بمهاراته الفائقة قيادة مصر لتحقيق لقب البطولة مع بقية زملاؤه وعلى رأسهم عبد الستار صبري، لينضم بعـدها للمنتخب المصري الأول ويشارك في بطولة كأس أمم إفريقيا في جنوب إفريقيا عام 1996، وظل حازم منذ ذلك الوقت حتى عام 2005 لاعباً دولياً..، على أي حال عام 1996 كان عام السعد عليـه ففيه أنضم للمنتخب المصري الأول وحقق مع الزمالك اللقب الغالي (كأس دوري أبطال إفريقيا)، إلا أنه عجز عن تحقيق لقب الدوري المصري الذي شارك فيه (موسم1995/1996) في 21 مباراة وأستطاع تسجيل 7 أهـداف... ليؤهله هذا المستوى المُذهل مع المنتخب والزمالك للإنتقال للعب في إيطاليا مع نادي (أودينيزي) موسم 1996/1997...
زيكو الأهرمات فشل في إيطاليا والسبب مدرب عظيم..!!!!
حازم إمام صعد بسرعة الصاروخ للمجد، فوصل بعد مواسم قليلة جداً لإيطاليا، بالتحديد ثلاثة مواسم، شارك في أول مواسمه مع أودينيزي في 4 مباريات فقط ولم يمنحه المدرب (ألبيرتو زاكروني) الفرصة كاملة رغم ان حازم جاء بعدما اختاره المدير الرياضي للنادي السينيور (باربونو ماريانو) من وسط الكوكبة المصرية الشابة التي لمعت في كأس أمم إفريقيا عام 1996 مثل أحمد حسن وعبد الستار صبري، بل ووصل الأمر لأن يصفه (باربونو ماريانو) بزيكو الجديد أو كما قالها للإعلام الإيطــالي (زيكــو الأهرمات)!!
استطاع حازم صناعة هدف في الأربعة مباريات التي شارك بها، ولم ينل مع الأسف الشديد رضا المدرب المحنك ألبيرتو زاكروني الذي قرر إستخدامه كمـهاجم إحتياطي بدون أي مبرر، وهذا كما أتضح فيما بعد كي يُجلسه على دكـة البدلاء دائماً فالفريق الأبيض والأسود كان يمتلك ثنائي هجومي هو الأفضل في تاريخ اودينيزي، وهما الأسطورة الألمانية "أوليفار بيرهوف" والبرازيلي أمروزو، ولم يلعب حازم في المركز الذي يحبه (كلاعب وسط صانع ألعاب) لذا فشل في مسيرتـه والسبب المدرب زاكروني الذي لم يحسن إستغلاله ولم يتعامل معه كما ينبغي،، لذا فهاج المهاجم البرازيلي (أمروزو) وماج كيفما شاء وأصبح لاعباً أساسياً ومعه بيرهوف وهذا لأن حازم إمام لا يشكل إن صح التعبير (أي خطر) على موقعهما في الفريق كأساسيين بما أنه مهاجم ضعيف البنية بطئ الحركة قصير القامة لا يميزه سوىّ تمريراته العرضية والأرضية وتسديداته الذكية التي قلما ما تصيب الشباك فضلاً عن ان حاسته التهديفية ضعيفة مثله مثل أي لاعب وسط ملعب خاصةً إذا كان في بداية مشواره الكروي كحازم إمام!!
حازم إمام قرر المكوث مع أودينيزي الذي وقع معه لمدة ثلاثة مواسم، الموسم الأول كما أسلفنا كان فاشلاً شكلاً وموضوعاً بالنسبة له والسبب قد ذكرناه بالتفصيل، في الموسم الثاني 1997/1998 تألق حازم إمام مع المنتخب المصري الأول في كأس أمم إفريقيا في بوركينا فاسو 1998 أرغم زاكروني على منح حازم الفرصة ليشركه في (7 مباريات كاملة) في الدوري الإيطالي وقدم حازم مباراة رائعة وممتازة في بداية هذا الموسم أمام نادي سامبدوريا، وأستطاع صناعة هدف، وفي مباراة أودينيزي مع ريجينا ضمن مباريات كأس كوبـا إيطاليا سجل هدفاً إعجازياً بالنسبة له كلاعب وسط قصير القامة، فقد جاء هذا الهدف من رأسية جميلة بعدما اشترك بقوة مع مدافع ريجينا.!
وظل حازم إمام بقية الموسم رغم تألقه كلما سنحت له الفرصة حبيساً على دكة البدلاء لكلٍ من (مارسيليو أمروزو البرازيلي وأوليفار برهوف الألماني) اللذين خاضا جميع مباريات أودينيزي في كأسي إيطاليا والإتحاد الأوروبي الذي حُرم من المشاركة فيه أبن النيل، إضافة لحرمانه المتواصل من المشاركة في الدوري، كل هذا كوم والإصابة التي لحقت به كوم ثاني والتي أثرت بالسلب على مستواه البدني والفني، وهذا ما كان يتمناه بالطبع زاكروني بإخباره للإدارة بأهمية إعارة حازم لنادي (جرافشتاب الهولندي) لمدة موسم..!!
وأحتل نادي أودينيزي المركز الخامس في أولى مواسم حازم ليتأهل لكأس الإتحاد الأوروبي، وأمله وأمل المصريين كان كبيراً في المشاركة أوروبياً لكن زاكروني حطم كل الآمال.. وفي الموسم الثاني له مع الفريق احتل المركز الثالث..لذا فكان الإدارة تستمع جيداً لكل ما يقوله زاكروني..!
وبخصوص الحديث عن أودينيزي ومهاجميه (بيرهوف وأمروزو) .. بيرهوف لعب في الفترة التي زامله فيها حازم إمام (55 مباراة وأحرز 40 هدف) .. وأمروزو شارك في (58 مباراة وأحرز 27 هدف.. مقسمين لخمسة أهداف في موسم حازم إمام الأول و22 هدف في موسمه الثاني والـ22 هدف جعلت أمروزو لأن يكون هدافاً للدوري الإيطالي آنذاك وأخر هدافاً لأودينيزي في تاريخ السيريا A.!!
الفنان المصري أضطر لأن ينتقل للدوري الهولندي مع نادي (دي جرافشتاب دويتيخم) موسم 1998/1999، لعب حازم في 13 مباراة وصنع العديد من الأهداف ولعب مباريات جميلة مع هذا الفريق وكانت أجمل مبارياته أمام عملاق الكرة الهولندية (نادي إياكس أمستردام) والذي صنع أمامه هدفين لا يزالا عالقان في أذهان كل عشاق جرافشتاب، كما أحرز حازم إمام في أول موسم له هناك هدفين رائعين.. وأحتل جرافشتاب المركز (الثالث عشر) برصيد 36 نقطة..
انتهى عقد حازم مع أودينيزي بعد هذا الموسم الجميل، لتقرر إدارة نادي جرافشتاب التعاقد معه لمدة موسم (1999/2000) شارك حازم فيه في أكثر عدد من المباريات التي لعبها في موسم واحد منذ تركه لمصر حيث شارك في 25 مباراة، وأستطاع إحراز هدفين وصناعة 8 أهداف، كان هذا الموسم الأخير له في الملاعب الأوروبية حيث قرر العودة من جديد لناديه الزمالك..، وأهم شيء خرج منه من تجربته الهولندية البصمة التاريخية التي تركها في لدىّ جماهير النادي في ملعب الـ(الديفبيرج) فقد تم وضع اسم حازم إمام في السيرة الذاتية لتاريخ النادي على صفحته على الشبكة العنكبوتية في هذه الوصلة ، وستجدون صورة توضح موقع حازم إمام في السيرة الذاتية للنادي، حيث صنفه النادي من أفضل المحترفين في تاريخ النادي القادمون من القارة السمراء.