للدكتور مصطفى دسوقى بظاظو
كان يسير وسط الظلام الدامس الذى يمتد بلا نهايه وهو يترقب فى حذر تلك اللحظه التى سوف تاتى بعد دقائق معدوده تلك اللحظه التى سوف يعوض بها ما قاسى من حرمان تلك اللحظه التى طالما انتظرها لسنين طويله تلك اللحظه التى بات وقام دوما وهو يخطط لها تلك اللحظه التى عاش يحلم الليـــالى مـن اجلها لم تكن كوابيس بل كانت احلام سعيده طالما حلم فيها بتلك اللحظه هذه اللحظه التى سوف يثأر فيها لاخوته ووالديه تلك اللحظه التى يداوى فيها جراحه ويشفى الامه كان يسير وهو يتذكر تلك الليله يتذكر كل همسه يتذكر اخر كلمات قالها له والده ووالدته واخوته ثم اخذ يسترجع شريط ذكرياته ببطء ولد الطفل على سليم مرزوق فى 15 نوفمبر عام1972 بمخيمات اللاجئين بلبنان بصابرا وشاتيلا نشأ فى طفوله تعيسه وكلمه تعيسه هى أرق تعبير يعبر عنها نشأ وترعرع فى اوضاع معيشيه غير ادميه بعد طرد ما تبقى من عائلته بالتهجير الجبرى بواسطه عصابات الهجانا الصهيونيه فجده كان احد شهداء مجزره دير ياسين يوم قتل بن جوريون ورفاقه قريه كامله واحرقوا اهلها عام1948 بغرض ارهاب باقى القرى للفرار وكان لهم ما ارادوا من تشريد اكثر من نصف ابناء الشعب الفلسطينى بين التشرد واللجؤ وكانت طفولته بالرغم من قسوه الظروف ورداءه الوضع طفوله تنم عن ذكاء شديد يفوق اقرانه انه يذكر تلك اللحظات التى لا تمحى من ذاكرته حيث كانت لعبتهم المفضله هى لعبه الحرب فالبيئه ام الاختراع تلك اللحظات التى كانوا يتكيفون فيها مع صعوبه الوضع بتحويله الى العاب هزليه للتسليه حيث كانوا يلثمون انفسهم ويمثل بعض الاطفال دور جنود الصهاينه والبعض الاخر دور المقاومين وكان على يقوم برسم الخطط والخطوات التى سوف يقومون بها لاقتحام ذلك المعسكر كانوا يستخدمون الالعاب الناريه والبارود بديلا عن الاسلحه وكانت الخطط تقوم فى اساسها على لفت نظر العدوعن طريق صنع انفجار وهمى فى احد الاماكن بالقرب من جدران المعسكر مما يحدث هرج وهلع فى تنظيم الحراسه الخاصه بالمعسكر فى تلك اللحظه يدخل احد الافراد متخفيا فى زى جندى من جنود العدو ويقوم بوضع متفجرات فى مخزن الذخيره ثم يثبت متفجرا اخر وهميا بالقرب منه وعندما يبدأ فى الابتعاد مسرعا يقوم بتفجير المتفجر الوهمى فيتجه عدد من الجنود لمخزن الذخيره فيقوم بتفجير المخزن ثم يفجر نفسه فيمن تبقى منهم على قيد الحياه فيحدث بذلك اكبر خسائر فىصفوف جنود العدو وهنا ياتى دور الذى وضع المتفجر الوهمى الاول بجوار جدار المعسكر فيقوم بعمل غطاء نارى متعمدا ملاحظه جنود العدو لخط سيره الذى ينتهى بمخبأ وعندما يحاول جنود العدو ملاحقته يكون الطريق ملغما وعند حدوث الارتباك نتيجه انفجار الالغام يكون الموقع محاصرا بالاربعه افراد الذين يطلقون النار على من تبقى من الجنود عند ذلك تنتهى اللعبه بصرخات الاطفال الله اكبر كانت لعبه بسيطه ولكنها تنم عن موهبه حقيقيه لطفل لم يكمل العاشره بعد وعندما اكمل عامه العاشر رأى بعينيه مجزره شارون الوحشيه مجزره صابرا وشاتيلا كانت لحظات قليله ولكنها كانت اشبه بملايين السنين يومها شاهد بعينيه ذبح كامل افراد اسرته امام عينيه كان الجنود يدخلون فى المخيمات يغتصبون النساء يسرقون الامتعه يقتلون اى اثر للحياه وكانهم قد دخلوا وسط حقل ملئ بالفئران التى يجب القضاء عليها حتى لا تلتهم المحصول هل كان هتلر محقا نعم كيف لا وهم من اشعل فتيل الحربين الاولى والثانيه فقد كانوا تجارا للسلاح فتسببوا فى قتل وتشريد 150 مليون شخص هل كان هتلر محقا نعم كيف لا وهم يقتلون الملايين الان فهم تجار التبغ هل كان ذو نظره نعم فقد طهر اوروبا من سرطان مميت ليبتلى الاسلام والعروبه به فلو اراد الغرب رأى لنصحتهم باقامه تمثال لهتلر وبلفور لانهم اخرجوهم من اوروبا هؤلاء النازيون الحقيقيون الذين يراهم العالم يوميا يقتلون الالوف من الابرياء ويشعلون الفتن ويتغنون صباحا ومساء بمحرقه وهميه مريضه لا دليل عليها سوى حكايات شعب الله المختار الذى يقتل ولا يحق للاخرين الدفاع عن انفسهم فمن يدافع عن ارضه ارهابى يجب سحقه ومن يحتل الارض ويحرق الزرع ويذبح البشر برئ يدافع عن نفسه ضد الارهابيين اعذرونى اذا قلت ان اوربا توحدت بعد رحيلهم فطوال 60 عام لم تحدث حروب فهم دمار وفتنه اينما حلوا فيجب ان يموت الجميع ليعيش شعب الله المختار دون منغصات ومن يتكلم عن مذابحهم التى لا تحصيها اقلام ولا كتب يجد مئات بل الوف الاقلام الملوثه والمؤسسات العميله للصهاينه تهاجمه بتهمه معاداة الساميه قسموا العالم لاعراق وطوائف وملل وطهروا فلسطين عرقيا ويطلبون من العالم الا يتحدث عن اسطوره أمنا الغوله الوهميه اقصد المحرقه الوهميه هولوكوست الوهم التى نسجها خيالهم المريض فقد بنوا الاهرام وانتصروا فى حرب الغفران وانسحبوا لحبهم للسلام مع الجار الجنوبى لا انسى تلك اللحظات فقد مات ابى بجوارى وهو يطلب منى ان اتظاهر بالموت حتى لا يقتلنى جنود الصهاينه وعندما ذهبوا وجدت كل اخوتى قد قتلوا ووجدت امى غارقه فى دمائها وهى تحاول ان تحمى اختى الرضيعه بجسدها ولكن دون جدوى فقد اخترقتها رصاصات الغدر التى لا تضرب سوى العزل والاطفال فاصبحت بلا اب ولا ام ولا مأوى فى ذلك اليوم المشئوم قرر على ان يعيش من اجل غايه واحده وهى الثأر لعائلته واخذ يعد له سنين طويله فقد رزقه الله برجل مصرى اسمه محمد ابراهيم كان يعمل فى لبنان فى احد المطاعم الشهيره فى بيروت وعندما راه ذات ليله يسير فى الشوارع بلا مأوى اقترب منه فوجده يبكى فسأله عما يبكيه فروى له على قصته فشاركه البكاء وقال له لا تبكى فقد اصبحت ابنى من اليوم وبعد شهرين عاد الاستاذ محمد الى مصر بعد ان انهى فتره عمله فى لبنان مصطحبا على معه وقرر ان يلحقه بالتعليم كان الاستاذ محمد من سكان الاسكندريه حى المنشيه وقد قام بفتح مطعم صغير وكان يصطحب معه على او احد ابناؤه احمد وحسين للمطعم ليساعده فى العمل ولكن بصفه غير منتظمه غالبا تكون فى فتره الصيف المكتظه بالمصيفين حيث تكون تلك الفتره هى فتره الذروه بالنسبه له كان احمد يبلغ من العمر 17 عاما حصل على دبلوم الصناعه اما حسين فقد كان فى كليه الصيدله فى الفرقه الثانيه وكان عمره 19 عاما وقد ساعد على كثيرا فى التعليم وكان على قد وصل للحاديه عشر من عمره فقرر ان يتعلم منزليا وقام على باجتياز محو الاميه فى زمن قياسى فقد كان يدرك ان التعليم هو سلاحه لاخذ ثأره ومن ثم التحق بالتعليم الاعدادى والثانوى حتى حصل على مجموع يتعدى التسعين بالمئه بالثانويه العامه فنصحه حسين بالالتحاق بكليه الطب لكن على كان يعلم هدفه جيدا فقرر ان يدخل كليه العلوم ومنها الى قسم الكيمياء الخاصه وبدأت هنا رحله بحثه الشاقه فى كيفيه صنع المتفجرات بابسط الخامات ولم يجد من يساعده فنظام التعليم بمصر لا يتيح باى حال من الاحوال لاى طالب او باحث بالحصول على هذه المعلومات بقدر من السهوله ولكنه كان مثابرا وكان حسين قد تخرج وافتتح صيدليه بحى القبارى فكان يساعده فى ابحاثه دون ان يدرى الغرض من وراء ذلك حتى جاءت لحظه كان لها الفصل فى حياته فقد حصل على كليه العلوم يتقدير امتياز وكان مطلوبا للتعيين معيدا بالكليه ولكنه رفض ذلك متعللا باكتفاؤه بالتعليم حتى هذه المرحله وقد كان على قد بنى فكره ممتازه وعمل ابحاثا منزليه فى كيفيه صنع متفجرات منزليه بسيطه واخذ يطورها حتى وصلت لحد تدميرى ممتاز وهنا طلب من الاستاذ محمد ان يدعه يذهب للاردن عله يجد الفرصه المناسبه للعوده لبلده فنصحه الاستاذ محمد بالبقاء فالاوضاع سيئه فى فلسطين ولا يمكن للاجئين العوده فقال له انها بلدى ولابد ان اموت بها كما ولدت بها فتركه الاستاذ محمد بعد ان بكى بكاء شديدا هو وابناؤه وسافر على للأردن بحجه العمل فى احد الشركات التى تقوم بصناعه الزيوت والصابون وهناك اتصل ببعض مكاتب حركات الجهاد المسلح وقص عليهم قصته وطلب منهم ان يعطوه الفرصه واطلعهم على بعض المتفجرات التى صنعها وكيفيه صنعها عن طريق طرق بسيطه للغايه هنا وافقوا على انضمامه وصار مهندس المتفجرات بالجماعه وتم توفير العديد من المواد الخام التى يتم من خلالها صناعه المتفجرات وكان على يقوم بتعليم بعض كوادر الحركه كيفيه تجميعها والنسب اللازمه ويتم دخولها للاراضى الفلسطينيه على انها مواد غذائيه وطبيه واستطاع على ان يخطط ايضا للعديد من العمليات كونه شخصيه ذات قدره استراتيجيه عاليه فقد درس شخصيه العدو خير دراسه ودرس فنونه العسكريه من خلال اجادته للعبريه التى كان يتعلمها خلسه خلال فتره تواجده بالاسكندريه من خلال احد الفلسطنين المهجرين الذى تعرف عليه فى الشاطبى بجوار مبنى كليته حيث كان يجلس على كافيتريا بصفه منتظمه فتعرف عليه على وروى عليه حكايته فابتسم يومها وقال له انها قريبه من قصتى فقد ذبحوا زوجتى وابنائى الثلاثه امام عينى فى عام 67 بالقدس وتم التعارف بينهم وكان اسمه سعيد عزام وقد ترك القدس بعد هدم بيته وهاجر للاسكندريه وعاش هناك وكان على يذهب اليه كل يوم ليحكى له عن بلده ويعلمه العبريه فقد كان مؤمنا انه لن يستطيع ان يهزم عدوه سوى بمعرفه كيف يفكر ويخطط ليباغته من مأمنه واستفاد على كثيرا من ذلك فقد اصقل موهبته فى التخطيط واستطاعت الجماعه من خلالها الحاق خسائر عديده بصفوف العدو خلال