معلش نسيت ادعيك على الخطوبه فرد ابراهيم طيب ليه يا محمود وانت عارف انى باحبها قد ايه فرد عليه محمود حب حب ايه يبنى انت حبك افلاطونى لا بيودى ولا بيجيب وبعدين طيب ما هى قدامك اربع سنين عملت ايه غير النظرات والشعر والرومانسيه فرد ابراهيم بس اشمعنى هى فرد محمود لازم هى عشان اكسر عينك واستمر الحوار بينهم حتى مشى ابراهيم مصدوما تاركا محمود وهناء وهما يتبادلان نظرات الشماته وعندما ذهب الى سعاد وحكى لها ما حدث بينه وبين محمود اخبرته بان محمود كان يستغل هناء للايقاع باسماء فقد عرف منها نوع الاكل الذى تحبه ونوع وطريقه الكلام التى تهواها والمطرب الذى تسمعه وبهذه الطريقه استطاع الوصول اليها من اقصر الطرق وانها نصحتها مرارا وتكرارا بالبعد عن هناء ولكن هناء كانت من الذكاء بحيث اقنعت اسما بانى اغار منها فانقطعت العلاقه بيننا وانفردت هى ومحمود باسماء ليشكلاها كما يريدا واستمر محمود فى حزنه رغم انه وصل لهدفه واصبح معيدا حتى علم بزواج محمود من اسماء فقرر السفر للخارج ووجد ضالته عندما اعلنت الجامعه عن فتح باب البعثات لفرنسا فقرر السفر عله ينسى جرح صديق عمره وخيانته له فكم كان يحب محمود ولم يتوقع انه يكن له كل هذا الحقد والكراهيه ونجح محمود فى السفر لفرنسا تاركا والدته مع اخته هبه لتعيش معها فى منزلها بعد ان رفضت والدته السفر معه واثناء سنوات البعثه علم بوفاه والدته بعد ثلاث سنوات وكان الخبر مفزعا ولكنه تحمل فقد اعتاد على الصدمات كانت سنوات البعثه الخمس بمرارتها كافيه لتتغير طريقه تفكيره ولكنها لم تكن كافيه لكى ينسى وعندما اكمل بعثته عاد الى مصر ليجد سعاد زميلته قد تعينت معيده فى قسم التاريخ فقد اصرت على اكمال مشوارها برغم انه لم يسعفها الحظ فقد كانت السابعه على القسم وكان القسم محتاجا لاربعه معيدين ولكنها اصرت على استكمال دراستها فاخذت دبلومه ثم ماجستير حتى تم قبولها معيده بالقسم واستمرت حتى حصلت على الدكتوراه واصبحت استاذا مساعدا كانت سعاد جميله كما هى رقيقه كما هى بريئه كما هى كيف لم يلتفت اليها طوال تلك السنوات وهى التى كانت اقرب اليه من نفسه كيف لم ينظر اليها طوال تلك السنوات انها الحب الذى لم يراه كان يجد فى نظراتها اليه وخوفها عليه تعويضا كافيا عن سنين الحرمان وعندما صارح سعاد بانه يريد خطبتها لم تكد سعاد تسمع كلامه حتى كاد قلبها يرقص فرحا ولكنها طلبت منه ان يتروى فربما يكون قراره متسرعا فى محاوله منه لنسيان حب اسماء لكنه رد عليها اسماء دى كانت ماضى وراح لحاله انا مش عارف انا كنت مش حاسس بيكى ازاى طول السنين دى وانت الى كنتى دايما مهتمه بيه وبتسالى عنى دا انتى الوحيده تقريبا الى كنتى بتسالى عنى فى سنين الغربه ازاى انا ما كنتش بافكر فيكى طول السنين دى كان كلامه يلمس وترا حساسا فى قلبها ولكنها اصرت على ان تطول فتره الخطوبه لفتره كافيه حتى تتاكد من مشاعره تجاهها وانتهت الخطوبه بالزواج وكان ابراهيم يتابع اخبار محمود من بعيد وقد علم انه بعد وفاة والده ترك القريه وباع كل ممتلكاته بها وسافر للقاهره وكانت اسماء قد ورثت ثروه هائله عن والدها حيث باع لها والده كل ممتلكاته حتى لا يرث ابناء عمومتها فى الميراث وال كل ذلك لمحمود الذى افتتح شركه مقاولات كبرى وسرعان ما سار رجلا من اكبر رجال الاعمال فى زمن قياسى وقد انجبت له اسماء ثلاثه ابناء علا ومنى واسماعيل وكان محمود يضارب فى البورصه وسرعان ما انهار كل شئ عندما خسر ثروته كلها فى البورصه وقد علم ايضا ان محمود وهناء استنفذا سنوات الرسوب بمعهد الخدمه الاجتماعيه وقد اضطر محمود للهروب بزوجته واولاده الى لندن حتى لا يتم سجنه من قبل البنوك لتاخير مستحقاتها وقامت البنوك بالحجز على ما تبقى من ممتلكاته بعد اعلان افلاسه وهنا انقطعت اخباره عنه واستمر زواج ابراهيم وسعاد لسنوات وانجبا طفلين مها وعبد الرحمن وكان كل يوم يمر عليهما يكتشف كيف كانت سعاد مثالا للتضحيه والتفانى فقد كانت تعلم بحبه لاسماء منذ البدايه ولفرط حبها له كانت دائما ما تحاول تحسين صورته امامها ولكن اسماء كانت لا تحب الشخصيه الرومانسيه الحالمه بل كانت تحب الجراءه والانطلاق ولذلك نجح محمود فى الوصول اليها من اقصر الطرق لم يكن نادما يوما على فقدان اسماء فقد عوضه الله بسعاد ومرت السنين سريعا وذات يوم مرض عبدالرحمن مرضا شديدا فهرع ابراهيم وسعاد الى المستشفى الخاص المجاور لمنزلهم وهناك كانت المفاجأه فقد وجدا اسماء ترتدى ملابس باليه قديمه وقد ظهرت عليها علامات تقدم العمر وكأنها قد وصلت للتسعين عاما رغم انها لم تتجاوز الاربعين بعد وعندما ذهب اليها ابراهيم وسعاد بعد اطمئنا على عبد الرحمن وجداها قد هربت فذهبا الى الاستقبال وعلما انها تعمل عامله نظافه بالمستشفى منذ شهرين فاخذا عنوانها وهرعا اليها وهناك وجدوها تسكن فى بنسيون ردئ هى واولادها الثلاثه وعندما راتهم انخرطت فى البكاء فاخذا يهدأها حتى اخذت تحكى لهم قصتها فبعد زواجها من محمود تغير محمود كثيرا خاصه بعد ان تنازلت له اسماء عن كل ممتلكاتها واعطته كل اموالها لتساهم معه فى شركه المقاولات فقد بدات ملامح علاقته الغير شريفه بهناء تنكشف كما علمت انه بدأ المضاربه فى البورصه لكنها كانت تفضل الصمت لتحافظ على بيتها كما تغير اسلوب معاملته لها فكان يقول لها دائما اوعى تفكرى انى اتجوزتك عشان باحبك انا اجوزتك عشان فلوسك وعشان احس انى احسن من ابراهيم واستمر حاله كذلك حتى خسر كل امواله فى المضاربه فى البورصه واعلن افلاسه واضطرت للسفر معه الى لندن لتحافظ على وجوده مع ابناؤه ولكن كل ذلك لم يشفع لها فقد استمر فى معاملته السيئه لها وكان كثير السهر وكان يشرب الخمر حتى يفقد الوعى وذات يوم جاءها احد رجال الشرطه ليخبرها ان زوجها وجد مقتولا بعد ان دهمته احد السيارات وهو يسير مخمورا حينها لم يعد لها ما تنتظر من اجله فحزمت حقائبها وعادت الى مصر مع اولادها لتجد كل ما تملك قد تم الحجز عليه كما انها وجدت مباحث الاموال العامه فى انتظارها وهى تظن ان بحوزتها بعض النقود وعندما ذهبت الى اولاد عمها تنكروا لها وقالوا لها ابوكى كان مفكر انه هيسعدك لما يكتب لك كل حاجه لكن ربنا سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل وادى جزاه الى يخالف شرعه فقالت بس انا بنت عمكم وما يهنش عليكم برضه تسيبونى فى الشارع فردت زوجه عمها ابوكى هو الى عمل فيكى كده لو كان خاف ربنا كنا احنا كمان هنخافه وطردوها من المنزل فاضطرت للبحث عن مأوى وعمل فوجدت عمل بمستشفى كعامله نظافه وكانت مضطره ان تقبل لتلبى احتياجات ابناؤها وهناك اشار عليها احد العاملين به بعنوان هذا البنسيون فهو رخيص ومناسب لامكانياتها وظلت تعمل لثلاثه شهور به حتى قابلتهم وهنا صممت سعاد وابراهيم على ان ياخذاها معهم ولكنها كانت ترفض حتى مجرد مناقشه الفكره معتبرا ان هذه شفقه منهم عليها ولكنهما اصرا على ذلك واقنعاها بان اولادها هو ما يجب ان تخاف عليه واستمر فى نقاش دار لساعات حتى ذهبت معهم وكانا يمتلكان ثلاثه شقق فى نفس العماره